جلس فقير كبير في السن على باب مسجد الحارة بعد صلاة العصر، يرمق أيادي المصلين الخارجين من المسجد علها تجود ببضع دراهم تسد جوعه لبقية يومه.
ومع خروج معظم المصلين، بات واضحاً أن هذا يوم سعد الفقير، فقد تجمعت العشرات من الدراهم والأوراق النقدية على قطعة القماش البيضاء التي فرشها أمامه، وبينما هو يلملم ما جمع استعداداً للذهاب، وقف بالقرب منه أحد المصلين يبحث في محفظته عن نصيب الفقير منها، كان الرجل في الستين من عمره، وهو من أهل الحي من هم أصحاب الحالة الميسورة، كان بادياً من بعيد امتلاء محفظته التي أخرج منها 100 درهم وضعها على قطعة القماش. بدت الفرحة على الفقير من خلال إطراءه المتصل المتتابع على كرم الرجل، لكنه توقف فجأة عن ذلك بعد أن بدأ الرجل بأخذ النقود من فئة العشر دراهم الواحدة بعد الأخرى .. عشرة ، عشرين ، ثلاثين … إلى أو وصل إلى تسع وتسعين ، وضعها في محفظته ثم خرج.
درهم واحد هو ما تصدق به هذا الرجل الستيني، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين ))، درهم واحد فقط من كل تلك المئات هي نصيب هذا الفقير.
-----) أحب أن أسمع تعليقك على هذه القصة ...