°ˆ~*¤®§(*§ منتديات أهالي القطيف §*)§®¤*~ˆ°
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

°ˆ~*¤®§(*§ منتديات أهالي القطيف §*)§®¤*~ˆ°

لمراسلة الأدارة على الأيميل:ahaly-alqatif@hotmail.com
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سعدى وسعاد : قصة أليمة حصلت في منطقة سدير منذ 27 عاماً

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابــــــو جــــــــاســـم
أهلي فعال



ذكر
عدد الرسائل : 261
وطني : سعدى وسعاد : قصة أليمة حصلت في منطقة سدير منذ 27 عاماً Caouai10
المهنه : سعدى وسعاد : قصة أليمة حصلت في منطقة سدير منذ 27 عاماً Engine10
المزاج : سعدى وسعاد : قصة أليمة حصلت في منطقة سدير منذ 27 عاماً 2610
تاريخ التسجيل : 02/05/2008

سعدى وسعاد : قصة أليمة حصلت في منطقة سدير منذ 27 عاماً Empty
مُساهمةموضوع: سعدى وسعاد : قصة أليمة حصلت في منطقة سدير منذ 27 عاماً   سعدى وسعاد : قصة أليمة حصلت في منطقة سدير منذ 27 عاماً Emptyالسبت مايو 10, 2008 12:11 pm

سعدى وسعاد : قصة أليمة حصلت في منطقة سدير منذ 27 عاماً

--------------------------------------------------------------------------------

هذه القصة حصلت في منطقة سدير قبل سبع وعشرين عاماً

وظل هاجسها يلاحقني طوال السنين الماضية، ولم أرتح حتى قمت بكتابتها.

ـسعدى وسعاد اختين شقيقتين، تعودتا مع إشراقة كل شمس على التوجه إلى المرعى بقطيع أغنامهما العشرين التي كانت الثروة الوحيدة لوالدهما المسن والفقير، كانتا تجدان متعة لا يعدلها شيء في التجول فوق الهضاب، والانحدار بأغنامهما الشقية إلى مسارب الأودية، حيث تكثر النباتات البرية بين الصخور الناتئة، وهو الشيء الذي كانتا تقولان أن أغنامها الرشيقة ( الماعز ) هي الوحيدة القادرة على الظفر به مقارنة بأغنام جيرانهما النجدية الثقيلة والغبية، لقد كانتا شديدات الفخر بأغنامها الماعز سعيدات بهن رغم المناكفة والشقاوة التي يشتهر بها هذا الصنف من الأغنام.



كانت سعدى وسعاد تجريان كل صباح خلف أغنامنها الثاغية ضاحكتين مستبشريتن تمنيان نفسيهما بيوم حافل وسعيد .. تشبع فيه الأغنام، وتعود من المرعى مترعة بالحليب، وورائهما سعدى وسعاد وقد كورتا في ثيابهما ما طالته الأيدي من الأعشاب البرية الساحرة كنبت الحميض والحزا والبسباس في الصيف، وشجيرات الشيح و الحرمل والبعيثران في الربيع، والتي كانت تدخل البهجة على قلب أبويهما وأخوتهما الصغار وبعض العمات والخالات.



كانت السماء تدير قرص الشمس كل يوم لتلوّح وجه سعدى وسعاد بلون برونزي جميل ولتجعل عودهن ينمو ويشتد كأي عشب بري يمتح من الأرض ماءه ومن السماء أوراه، فرحت سعدى كثيراً عندما صنعت لها أمها برقعاً مزركشاً وصارت تتيه به أمام صويحباتها الفتيات، وتنبه فيه الفتيان الأشقياء إلى أنها كبرت ولم تعد صغيرة


وفي أحد الأيام وبينما كانت سعدى وسعاد تحلبان الماعز جاء الأخ الأدنى لهما وقال لسعدى بكل براءة وعفوية: إن أحد الرجال جاء ليتزوجك وهو الآن عند أبي!! أصيبت سعدى بالدهشة للوهلة الأولى، ثم حدّجت أخاها الأصغر بعينيها لعلها تسبر صدقه من كذبه حتى إذا استقر في أعماقها أنه لم ينطق إلا بما اشتمل عليه سمعه وبصره حدثت نفسها والمفاجأة تعقد لسانها: زواج!! هل يعني ذلك أني سأفارق أمي وأبي وأخوتي وجميع ما ألفته في حياتي الجميلة هذه!! أطرقت سعدى قليلاً ثم تذكرت صديقتها نوره التي تزوجت في العام الماضي وجاءت لزيارتها قبل أسابيع وأساور الذهب تجلجل في يديها ورجليها، وهي تمشي بخطى وئيدة كالنساء الناضجات، وتميد بوجه يتوهج صحة وعافية

وهجس في نفس سعدى هامسٌ يقول لها : إن للسعادة وجوهاً عدة وقد تكوني لم تعرفي إلا واحداً منها!! حينها التمعت عينا سعدى بنشوة طفولية غامرة، ولكن ما أسرع أن تورد خداها خجلاً من هذا الشعور الجديد الذي لم يثنها رغم ذلك عن التشوق لرؤية العريس المنتظر، والتطلع إلى استراق النظر إليه.. فأنهت حصة حلبها سريعاً ثم توجهت إلى المطبخ وسلّمته إلى أمها وكأنها لا تعرف شيئاً عن الخاطب الذي يجالس والدها، ثم استأذنت من أمها متحججة بمساعدة أختها سعاد، وأسرعت إلى درج الطاية ( السطح ) حتى تظفر بالنظرة الأولى، وما أن أطلت برأسها من الكوة التي تشرف على المجلس حتى شاهدت رجلاً كبيراً في السن بجوار أبيها ثم جالت بنظرها في المجلس بحثاً عن الخاطب فلم تجده، فوقع في وهمها أن الأب الكهل آثر أن يستبقي ولده ( العريس ) في البيت، ثم لوحت بيدها لتطرد هاجساً متشائماً قال لها: ألا يمكن أن يكون هذا الكهل هو العريس؟ غادرها هذا الهاجس، ولكن ما أسرع أن عاد إليها ليطنّ في أذنها من جديد، فنفضت رأسها بغضب، وعادت إلى المطبخ لتساعد والدتها في خض اللبن.



لمحت أم سعدى تغيراً في وجه ابنتها وارتباكاً في حركاتها فأدركت أن الخبر سبقها إليها فشجعها ذلك على مفاتحتها في الموضوع فالتفتت إليها وقالت : لقد جاءك خاطب يا ابنتي، فنظرت سعدى إلى أمها وهي تتعجل إضافة تزيل هاجسها سيئ الذكر، فأردفت أمها مكملة حديثها : إن أبا حامد تاجرالشياه المعروف يجالس أباك الآن وهو يرغب في الزواج منك، والرجل الغني يا بنتي لا يعيبه كبر سنه أو شيبه!!



حينها شاهدت سعدى أمها وكأن ظلاماً يلفها وهي تبتعد عنها شيئاً فشيئاً ..استندت سعدى على الجدار وقالت صارخة ًلأمها: لن أتزوج هذا العجوز!!



ذهلت الأم من إجابة ابنتها الصغيرة غير المتوقعة!!ثم أكملت الأم كأنها لم تسمع إجابتها : هأنذا يا بنتي تزوجت أباك وهو أكبر مني بثلاثين سنة، ولم يضرني ذلك!! فأجابت سعدى بصوت يائس مستجد ٍ:ولكن يا أمي هذا العجوز في عمر جدي!! سكتت الأم قليلاً ثم قالت: لن يطول مقامك معه يابنتي فهو يوشك أن ينهي عمره، وسوف ترثين منه ما سيسعدك ويسعدنا بقية العمر، فحسمت سعدى حوارها مع أمها رافعة صوتها : لا أريده لا أريده ثم خرجت إلى حوش منزلها الصغير حيث مهجع أغنامهم الوادعة، وبعد لحظات جاءت أختها سعاد، فباحت لها ـ باكية ً ـ بتفاصيل الحوار الذي دار بينها وبين أمها، فطمأنتها سعاد إلى أن إجابتها كانت حاسمة، ولن تجبر على خيار لا تريده، ورغم روح التفاؤل الذي عبق بها حديث سعاد إلا أنه لم يستطع أن يبدد مخاوف سعدى..

وفي تلك الليلة حلمت سعدى أنها تركض في الصحراء وقد لبست أكفاناً بيضاء، وهي تهرب من شيء مجهول يخيفها ويرعبها!!



وفي الصباح وعندما كانت أشعة الشمس تبعث الحيوية في قطيع الماعز المنسرب في الوادي وتدفع صغارها إلى مزيد من المشاكسة كانت سعدى تخطو وراء القطيع بتثاقل وحلم البارحة الغريب لم يبرح تفكيرها، ورغم كل مظاهر الربيع الاحتفالية التي لبسها الوادي وعرائسه المحيطة به إلا أنه فشل في أن يسترعي انتباه سعدى أو يكسب اهتمامها، وفي المساء سارت الأمور كأسوأ مما كان يتوقع لها، شتم الأب زوجته لأنها شاورت ابنته أو أخبرتها، مؤكداً على أن البنت لا تخيّر في الزواج، بل تساق ليلة عرسها إلى زوجها ولا تخبر عنه إلا في آخر اللحظات!!



لم تحاول الزوجة أن تثني زوجها عن قراره؛ لأنها تعلم مدى اعتداده برأيه، وتعي قبل ذلك الدوافع الحقيقة التي تجعل زوجها يتحمس لمثل هذه الزواج الغريب أوالصفقة الرابحة، حاولت الأم في بقية الأيام التي سبقت موعد الزفاف أن تزحزح ابنتها عن موقف الرفض النفسي الذي اتخذته حيال هذا النوع من الزواج، وذلك برسم صورة مشرقة للحياة الرغيدة التي تنتظرها في بيت الزوج الجديد من مأكل شهي وملبس فاره لم توفره لها ظروف أبيها المادية الصعبة، واستعملت الأم هدايا زوجها المرتقب من ذهب وملابس لكي تخلب لب الطفلة الصغيرة ولكن دون جدوى، واصلت سعدى رفضها، واتخذت موقف الصمت الجهوري تجاه كل ما يعرض عليها من تحبيب وترغيب، واعتزلت الجميع بمن فيهم أختها سعاد، ولجأت إلى فراشها ووسادتها تبثها لواعج حزنها ويأسها بإصعاد الزفرات وإرسال العبراب وهي تنشق وتشهق وتشعر أنها تساق كالشاة إلى حتفها، دون أن يكون لها من الأمر شيء

لقد أحست أنها أصبحت رخيصة لدى الجميع حين وافقوا على بيعها بهذا الثمن البخس، كانت الأيام تأخذ برقاب بعضها إلى يوم الزفاف المزعوم، فيما كانت سعدى كاسفة البال سيئة الحال قعيدة لفراشها وأحزانها تقلب الطرف في ماضيها العابق الجميل ومستقبلها الذي يتراءى لها قاتماً مغبراً، حاولت سعدى أن تستنقذ نفسها من هذا المصير التي تراه قبراً موحشاً، وكدت ذهنها الصغير الواهن لعلها تظفر بحل، فكرت في أن تخر على رجلي أبيها مقبلة باكية ضارعة أن يعفيها من هذا الزواج!! ولكن.. هي تعرف أن أباها إذا أصر على رأي فلا مندوحة عنه ولا تراجع، خطر في بالها أن تهرب إلى البرية وتسيح في وديانها وتغدو كالشياه تأكل من ينع الأرض وتشرب من مائها، ولكن ما أسرع أن تذكرت أنه حتى الشياه لا تستطيع أن تعيش في البرية فثمة ذياب تترصدها وتتحين ساعة سانحة للانقضاض عليها.. لم تخف سعدى من ذئاب البرية بل خشيت من الذئاب البشرية الذين قد يلوثون شرفها لو ظفروا بها وحيدة هناك.



أرهقت سعدى فكرها لتعثر على حل دون جدوى!!



وحانت ساعة الزفاف وامتلأ البيت بالضيوف، واجتهدت المزينات في تزويق سعدى وتجميلها، وتعجبن من الاصفرار الذي اصطبع به وجهها !!



وضعن الأساور الذهبية على يديها والخلاخيل حول رجليها؛ فتذكرت القيود التي توضع في أرجل وأيدي الحيوانات الجامحة!! ولما ألبسنها ثوب الزفاف الأبيض توقفت عند صورة الأكفان البيضاء التي رأتها في حلمها!!



واشتد عليها الكرب، وشعرت بالعجز يثقل على فكرها وجسدها، وفجأة انقدح في ذهنها شيء المتعت له عينانها!!



فهبت من مكانها وركضت بثوب الزفاف ونظرات المزينات تحلاقها بذهول!! هبطت الدرج بسرعة، وتوجهت إلى المطبخ الذي كان يحتشد بنسوة من قريباتها وجاراتها، ثم فتحت قنينة الكاز ( الكيوروسين ) التي بجوار الموقد أمام نظرات الاستغراب التي صبتها عليها الحاضرات ، ثم أسالت الكاز على جسدها!!



وفي أسرع من لمح البرق طارت النار من الموقد إلى فستان الزفاف، وبدأت النار تشتعل في سعدى، ولما أحست بلسع النار وحرارتها استفزتها الطبيعة البشرية وانطلقت في حالة من الرعب والفزع تصرخ بصوت مريع جلجل كل أرجاء البيت!!



والنساء يصرخن معها وبعضهن يجرين ليطفئن النار التي تشتعل فيها، واهتدت إحداهن إلى إلقاء غطاء سميك عليها وإسقاطها على الأرض، ونجحت هذه الطريقة في إطفاء النار التي همدت وتركت سعدى أشبه بشجرة نخل محترقة..



هبَّ أقارب سعدى إلى نقلها إلى إحدى السيارات، وفشلوا في إدخالها إلى المرتبة الخلفية للسيارة بسبب تجمد يديها المحترقتين وخوفهم عليها من الانكسار!!



فاضطروا إلى وضعها في حوض السيارة، وفيما كان السيارة تتجه إلى المستشفى بأقصى سرعة كانت سعدى تلفظ أنفاسها الأخيرة في الحياة. ماتت سعدى ويداها مرتفعتان إلى السماء في وضع الدعاء!!



ترى : هل كانت سعدى تدعو الله على من كان سبباً في وصولها إلى هذا المآل؟
أم كانت تدعو أن يغفر الله لوالديها اللذيّن أصرا على زواجها ممن لا تريده ؟


أم كانت تدعو الله أن يغفر لها جرمها حين أقدمت على الانتحار؟


ماتت سعدى ـ رحمها الله ـ ولكن قصتها لم تمت ولن تموت.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سعدى وسعاد : قصة أليمة حصلت في منطقة سدير منذ 27 عاماً
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
°ˆ~*¤®§(*§ منتديات أهالي القطيف §*)§®¤*~ˆ° :: °ˆ~*¤®§(*§ منتديات أهالي القطيف الأدبية§*)§®¤*~ˆ° :: أهالي:القـصـص و الروايا ت-
انتقل الى: